الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

الغش في الامتحانات طريق لدمار المستقبل .....بقلم الاستاذ اشرف المطارنة

هنالك العديد من المظاهر الحياتية التي ترتبط بمواسم وأجواء الامتحانات ومنها بعض السلوكيات المتعلقة بفواصل التفكير والتي ربما تعطي موشراً على ملامح الشخصية المستقبلية للطالب فالاجتهاد والدراسة الذاتية هما نعمة ربانية يتمتع بهما الطلبة الأذكياء بينما نجد على الشاطئ الآخر لغدير العلم طلبه يجدفون بقارب البدء بعد أن فاتهم قطار الدرس بالتوقيت في بحر السابق من الأيام المدرسية وهم فئة تبحث عن مبررات الفشل وضعف التحصيل حتى قبل المحاولة الدراسية والاستعداد للامتحان وضمن بيئة عائلية خصبة بالأعذار كاستحقاق وراثي


تلك الفئة من الطلاب تفتقر لتحفيز مركز التخطيط الدماغي وتعتمد على أساليب الغش في الامتحانات كوسيلة لتحقيق النجاح خصوصاً إذا وجدت بمحيطها البيئة المناسبة لغرس فنونها والتي ستكون عباءتها بقادم الأيام لتصبح سلوكاً حياتياً يخدع مستخدمه ولكنه جزء أساسي من مكونات الشخصية خصوصاً لو تسبب بامتحان سابق أو موقف منافس بالاستئثار بقسيمة النجاح لظرف غابر

الغش بواقعه يمثل إحدى مهارات الانهزام والسلبية التي تنخر بضمير الفرد والتي قد تسبب بمكاسب ظرفيه لن يكتب لها الاستمرار والديمومة وورقة الغش الأولى بالحياة العملية تبدأ كمحاولة بأيام الدراسة المدرسية نتيجة ضعف الاستعداد والشعور بالمسؤولية وتمتد أثار استخدامها وتطبيقاتها للمرحلة الجامعية والعملية وحتى العائلية لأنها تمثل الجدار الفاصل بين الحقيقة والواقع فتمنع أصحابها من تحقيق طموحاتهم كأقرانهم نتيجة الخلط المسبق بتنمية المواهب بطريقة عشوائية وبتغذية مسبقة من الأهل أحياناً عندما يمارسون مهمة الدفاع عن الأخطاء وتبريرها فيولد الوهم القاتل بداخل الأبناء بصحة سلوكهم والذي يسبب بركاناً مدمراً بالمستقبل 

استعراض صفحات التاريخ يبين أن هناك محاولات مستمرة لتحديث أساليب الغش بالامتحانات بتسخير واستخدام الوسائل التكنولوجية فتوظف تلك الوسائل بما يناسب الهدف وضمن حدود التفكير بالرغم أن التاريخ لم يعطينا مثلاً واحداً لقصة نجاح فردية بدأت ونشأت بكنف الغش وأصبحت ذات شأن ولكن الطبيعة الإنسانية التي تميل للانهزام والسلبية أحيانا تحاول التنقيب عن فرص النجاح بحثالة الفكر الميت والذي استسلم لمحدودية الفكر والتفكير فحصر جهده باستخدام الغش كوسيلة للنجاح والنجاة واعتماد منهاجيه الانهزام التي تغلف أساليب الغش اعتقاداً هلامياً بأنها تمتلك مناعة ضد الكشف فحقيقة أن التخطيط الفاشل يبني بيوتاً خشبية على تراب الأحلام نتيجة الوهن الداخلي الذي يصهر الطموح ويضع سقفاً مؤلماً للطموح
فالغش وسيلة البناء السريعة التي تفتقر لأسس الاستمرار فسرعان ما تندثر لان النتائج دائما تعكس درجة الاستعداد وترتيب الذات والنجاح الدائم يعتبر حكراً واستحقاقاً لمن يعرف حدود علمه وقدرته واستعداده لاجتياز الامتحان منذ صفوف الابتدائي وحتى ارتداء ثوب الشيخه والوقار والنجاح بتدرج وتوقيت وعرق جبين يفوق بوقعه نجاح القفز على جهود الآخرين.

المعلم : أشرف مطارنه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق